كيف يمكن أن يكون قلق الامتحان حافز للتفوق!
من المعروف أن جميع الطلاب يمرون بحالة من القلق والتوتر من الامتحانات، وتتفاوت درجة هذا الاضطراب من طالب لآخر، في هذا المقال سنوضح لكم ماهو القلق من الامتحان وماهي أعراضه ومتى يكون طبيعيًا ومتى يكون زائدًا عن حده وكيف يستطيع الطالب التخلص من قلق الاختبار، وكيف يجعل الطالب من قلق الامتحان حافز للتفوق؟
ما هو المقصود بقلق الامتحان؟
قلق الامتحان يمكن تعريفه بأنه حالة انفاعلية مؤقتة، تتسم هذه الحالة بالتوتر والاضطراب والقلق وقد يصاحبها أعراض جسدية مثل زيادة في معدل ضربات القلب، توتر العضلات، وصعوبة في التركيز مما قد يؤثر سلبًا على الوظائف العقلية، وغالبًا تكون حالة القلق من الامتحان على هيئة انشغالات عقلية تتداخل مع التركيز في المهام المعرفية أثناء فترة الاختبار.
هل الخوف من الامتحان مرض نفسي؟
تعتبر حالة القلق قبل الامتحان طبيعية بشكل عام، حيث يشعر جميع الطلاب بالتوتر والقلق والاضطراب بشأن أدائهم أثناء الاختبار وكيف ستكون النتائج التي سيحصلون عليها.
يعتبر قلق الامتحان مفيدًا إذا كان في حدوده الطبيعية كما يمكن اعتبار قلق الامتحان حافز للتفوق ويمكن استثماره ليكون محفزًا للتحضير للاختبار بشكل أفضل والعمل بجد لتحقيق النجاح.
وعلى العكس تمامًا قد تكون حالة قلق الامتحان مفرطة فتؤثر سلبًا على الأداء العام والحالة النفسية للطالب، حيث يمكن أن يعتبر قلق الامتحان مشكلة وتحتاج إلى معالجة وإدارة.
ما هي مصادر قلق الامتحان؟
يعتبر قلق الامتحان حالة طبيعية يمر بها جميع الطلاب ومع ذلك تتعدد مصادر القلق عندهم وهذه أهمها:
- المصدر الأول لقلق الامتحان من الطالب نفسه، وذلك عندما تنتابه مشاعر مختلفة بحسب نوعية الطالب، فقد ينتاب بعض الطلاب الشعور بالذنب والتقصير وبأن دراستهم غير كافية، وبعض الطلاب يكونون تصورًا مسبقًا لمستواهم بسبب آراء الآخرين، وبعض الطلاب قد تنتابهم حالة قلق الامتحان بسبب رغبتهم الشديدة بالحصول على نتائج ممتازة ومعدل مرتفع.
- المصدر الثاني لقلق الامتحان قد يكون من الآباء والأهل، حيث يكون أحيانًا الاهتمام المبالغ به من قبل الأهل لمستقبل أبنائهم مصدرًا للضغط عليهم وبالتالي يتسبب هذا الضغط بالتوتر وفقدان الثقة والخوف عند الطالب، فعندما يمارس الآباء أساليب خاطئة تزيد من حالة الضغط النفسي على الطالب فتكون النتائج سلبية.
- المصدر الثالث لقلق الامتحان قديكون من أستاذ المادة، لأن الأستاذ هو المسؤول الرئيسي عن إعداد أسئلة الاختبارات وهو المسؤول عن كيفية إيصال المعلومات للطالب قبل فترة الاختبارات، فنجد أحيانًا أن قلق الامتحان يقل بنسبة كبيرة جدًا بسبب أسلوب الأستاذ في مساعدة الطلاب بطريقة التحضير للامتحان وتعريفهم بالطريقة التي سيجري فيها الاختبار مع إجراء بعض المراجعات والاختبارات التحضيرية التي تخفف من الشعور بالرهبة والخوف وقلق الامتحان.
- قد تجتمع المصادر السابقة جميعها، طبيعة أو ظروف الطالب مع ضغط الأهل وأستاذ المادة، وهذا ما قد يتسبب بصعوبة تجاوز صعوبات وقلق الامتحان وقد يؤدي لضغط نفسي شديد على الطالب.
هل أنت مهتم بدراسة علم النفس؟ اضغط على رابط المقال
كيف أقلل من التوتر قبل الامتحان؟
الشعور بقلق الامتحان كما ذكرنا سابقًا هو شعور طبيعي يمكنه أن يساعد في زيادة تركيز الانتباه إذا ما تمت السيطرة عليه، لكن إذا ترك الطالب شعور القلق من الامتحانات يسيطر عليه فإنه سيؤدي لنتائج سلبية قبل واثناء الامتحان.
نصائح واستراتيجيات تساعد في التخفيف من قلق الامتحان
- تذكر أن التحضير الجيد والمسبق للامتحان مع تنفيذ منهجية للدراسة على المدى الطويل ستساعدك بشكل كبير في تخفيف مستوى الضغط وقلق الامتحان.
- المحافظة على الهدوء والتفكير بإيجابية وبأنالامتحان هو الوسيلة لتحقيق أهدافك وليس الهدف بحد ذاته.
- خصص وقتًا للاسترخاء والقيام بالأنشطة التي تحبها فهذا سيساعدك حتمًا بتصفية ذهنك.
- تجنب مراكمة الدروس والمماطلة لأن ضيق وقت الدراسة هو من أكبر مسببات قلق الامتحان.
- قم بتحديد أهدافك التي تطمح لتحقيقها ودونها كتابةً بخط كبير وضعها أمام عينيك لتكون حافزًا لك.
- وتذكر أن الوصول وتحقيق الأهداف يتطلب مواجهة الصعوبات.
- لا تتردد بالحصول على استشارة من استشاري متخصص عند الضرورة فالعلاج بالكلام يساهم بشكل كبير تصفية الذهن وتحسين أساليب التفكير.
يمكنك أن تقرأ أيضًا استراتيجيات تحقق لك التفوق الدراسي
كيف تجعل من قلق الامتحان حافز للتفوق؟
أثبتت نظريات في علم النفس الحديث العلاقة الايجابية بين التفوق وبين قلق الامتحان وكيف يمكنك أن تجعل من قلق الامتحان حافز للتفوق من خلال تفسير قلق الامتحان وفق “نظرية القلق الدافع”، حيث تفسر هذه النظرية قلق الامتحان على أنه يعتبر من الدوافع المرتبطة بحثّ واستثارة الاستجابات المناسبة مما يؤدي لتحسين ورفع الأداء، حيث يمتلك القلق خاصية الدافع الذي يوجه سلوك الطالب فيدفعه لتحسين أدائه.
وقد أشارت نتائج الأبحاث المرتبطة بقلق الامتحان إلى أنه كلما ازداد القلق تحسن التحصيل الدراسي حتى تصل حالة القلق لحد ومستوى معين فإن زاد قلق الامتحان عن هذا الحد بدأ التحصيل يضعف، لذلك حاول قدر الإمكان السيطرة على حالة القلق والتوتر من الامتحان واجعلها تقودك لمزيد من الانتاجية.
قلق الامتحان وعلاقته بدوافع التعلم والدراسة
وفق دراسات وأبحاث في علم النفس فإن قلق الامتحان يسبب انشغالات عقلية سالبة تؤثر وتتداخل مــع تركيز الطالب المطلوب أثناء الامتحان ممـا يؤثر سلباً علـى المهام العقلية والمعرفيـة أثناء الامتحان، لكن كما ذكرنا سابقًا أن قلق الامتحان يؤثر سلبًا على التفوق الدراسي والتحصيل العالي في حال زاد عن الحد الطبيعي فهو في هذه الحال يضعف الثقة بالنفس بسبب مايصاحبه من ردود فعل نفسية وأفكار سلبية تتوقع الفشل أو الرسوب، لكنه في حدوده الطبيعية يعتبر حافزًا وقوة دافعة للإنجاز وبذل الجهد، تخيل فقط نفسك لا تشعر بأي درجة من قلق الامتحان هل ستفكر بالدراسة وبذل الجهد!
لذلك اجعل من قلق الامتحان حافز للتفوق واستثمره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للإنجاز وبذل الجهد لتصل للأهداف التي تطمح بالوصول إليها.
يمكنك أن تقرأ أيضًا عن الإرشاد النفسي
أخيرًا في نهاية هذا المقال نقدم لكم هذا القانون السيكولوجي الذي وضعه العالمان بركس ودادسون والذي يلخص كل ما سبق وينص على:
“أن القلق الطبيعي يرفع مستوى التركيز والأداء ولكن إذا زاد مستوى القلق أكثر أعطى نتائج عكسية وسلبية”
نحن في يونيتوبيا نمتلك رؤية أساسها الحاضر والمستقبل للطلاب الراغبين بالدراسة في تركيا، وذلك بدءاً من مساعدتهم في اختيار تخصصهم الجامعي وفهم محتواه ومستقبله المهني عن طريق مستشارينا التعليميين المتخصصين،
وصولاً لحصول الطالب على قبوله الجامعي في أفضل الجامعات الخاصة التركية ومن ثم متابعة كافة أموره أثناء المرحلة الدراسية وتقديم كافة الدورات المجانية في المواد التي يصعب عليهم تجاوزها،
ليعبر طلابنا مرحلتهم الجامعية بيسرٍ وتفوق ونجاح.
لا تترددوا في التواصل مع فريق يونيتوبيا فنحن جاهزون لخدمتكم على مدار الساعة