في عصر التكنولوجيا الحديثة أصبح الإنترنت يلعب دورًا مهمًا في مختلف المجالات والتخصصات الرقمية حيث يعتبر العصب الحيوي الذي يربط الحكومات والمؤسسات والأفراد ببعضهم البعض من مختلف دول العالم.
ومع تزايد استخدام الإنترنت وتوسع مجالات العمل به ازدادت التهديدات والاختراقات الإلكترونية فصارت الحاجة كبيرة لحفظ البيانات وحمايتها وحماية الأنظمة الإلكترونية سواء للمنظمات الحكومية أو الشركات والمؤسسات الخاصة، فظهرت تخصصات مثل تكنولوجيا أمن المعلومات والأمن السيبراني.
لكن ما هو الفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني وكيف تتم دراستهما والتخصص فيهما، وما هي أهميتهما وأثرهما على واقعنا الحالي؟
تابعوا معنا هذا المقال...
تخصص أمن المعلومات أو تكنولوجيا أمن المعلومات هو مجال يشمل كل البيانات بمختلف هيئاتها سواء كانت إلكترونية أو فيزيائية مطبوعة، حيث يركز على حماية البيانات الحساسة والحفاظ على سرية المعلومات المستخدمة في الأنظمة الإلكترونية وعلى مواقع الويب ومنصات التواصل الاجتماعي وحمايتها من محاولات الاختراق أو التجسس.
كما يهدف تخصص أمن المعلومات إلى تطبيق الإجراءات والتقنيات اللازمة للوقاية من التهديدات والاختراقات الإلكترونية وأعمال الاحتيال وضمان الامتثال للقوانين والتشريعات ذات الصلة.
يشمل تخصص أمن المعلومات مجالات فرعية في عالم الأمن السيبراني مثل أمن الشبكات وأمن التطبيقات وأمن قواعد البيانات وأمن الحوسبة السحابية وأمن الهواتف المحمولة، كما أنه يشمل:
1. أنظمة حماية البرامج والتطبيقات وذلك بتحليل المخاطر والثغرات المحتملة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
2. أنظمة حماية نظام التشغيل وتأمين شبكات الإنترنت والأنظمة الإلكترونية.
3. حماية التطبيقات وأنظمة تسجيل الدخول والخروج من خلال وضع الخطط والإجراءات الأمنية للمؤسسات والمنظمات بهدف تطبيق سياسات التحقق من الهوية وأنظمة كلمات المرور وتنظيم حقوق الوصول.
4. أنظمة حماية البرمجيات والإلكترونيات باستخدام التقنيات الأمنية والأدوات الخاصة بتأمين الأنظمة والشبكات والبيانات من حدوث أي اختراق وتأمين جدران الحماية، ووضع برامج مكافحة الفيروسات، وتشفير البيانات، وأنظمة الكشف عن التسلل.
5. وضع خطط واستراتيجيات للطوارئ والتعامل السريع مع حوادث الأمن والاستجابة الفعالة لها.
الأمن السيبراني أو كما يطلق عليه بالإنجليزية Cyber Security، هو أحد فروع أمن المعلومات ويهدف لحماية شبكات الإنترنت والأنظمة الرقمية والبرامج والتطبيقات من الهجمات الإلكترونية أو القرصنة، والتي تهدف لإتلافها أو العبث بها أو تغيير في بياناتها.
وقد عرّف إدوارد أمورسو Edward Amorso الأمن السيبراني بأنه: " وسائل من شأنها الحد من خطر الهجوم على البرمجيات أو أجهزة الحاسوب أو الشبكات، وتشمل تلك الوسائل الأدوات المستخدمة في مواجهة القرصنة وكشف الفيروسات ووقفها، وتوفير الاتصالات المشفرة...
كما يختص الأمن السيبراني بإيجاد طرق حماية ليتم تطبيقها على الأنظمة والخوادم والبرامج والأجهزة بهدف حفظ المعلومات الحساسة والوثائق السرية والبيانات الخاصة وعدم اختراقها والوصول إليها والتلاعب بها.
يشمل الأمن السيبراني مجموعة من الجوانب والمجالات التي يختص بها مثل:
1. اختبار الاختراق: يتضمن اختبار وتقييم مدى قوة النظم والشبكات الرقمية بهدف تحديد الثغرات الأمنية وضعف الحماية والتوصيات المطلوبة لتعزيز الأمان.
2. التحليل الأمني: ويتضمن تحليل الهجمات السيبرانية وتقييم التهديدات المحتملة باستخدام أدوات تقنية تقوم بتحليل أساليب الهجمات والتعرف على نقاط الضعف في الأنظمة الرقمية.
3. تأمين الشبكات والأنظمة: وذلك بتصميم تقنيات وإجراءات أمان لحماية الأنظمة الرقمية والشبكات من الاختراقات والهجمات مثل تكوين جدران حماية وتأمين خوادم الاتصالات وتشفيرها وإدارة الهوية.
4. إدارة حوادث الأمان: يشمل تطبيق إجراءات خاصة للتعامل مع حوادث الأمان والاستجابة لها واستعادة الأنظمة التي تأثرت بالهجمات.
5. تعزيز التوعية بالأمن السيبراني بين المستخدمين وتعريفهم بالممارسات الآمنة حول استخدام التكنولوجيا الرقمية وكيفية التعامل مع الرسائل الاحتيالية والروابط الفيروسية.
6. فهم القوانين المتعلقة بالأمن السيبراني والدراية الشاملة بالمعايير القانونية والأخلاقية والدولية وسياسات الأمان.
يمكنكم الاطلاع على كيفية دراسة تكنولوجيا أمن المعلومات والأمن السيبراني في تركيا
يعتبر أمن المعلومات هو الأشمل حيث إنه ينقسم الى جزئين:
الأول: هو متطلبات أمن المعلومات والجزء الثاني: هو خدمات أمن المعلومات، ويعتبر الأمن السيبراني أحد الخدمات المستخدمة في مجال أمن المعلومات والتي يقصد بها عمليات الاختبار التي تتم على نظام الحوسبة والشبكات لكشف الثغرات ونقاط الضعف.
كما يمكن معرفة الفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني عند معرفة معنى كلمة "السيبراني" و "المعلومات فمعنى كلمة السيبراني مشتقة من كلمة Cyber والتي تعني الفضاء الإلكتروني والجانب التقني الذي يتضمن علاقة الأجهزة الحاسوبية من شبكات، وخوادم، وبنية تحتية واتصالها ببعضها البعض
أما المعلومات فهي تشمل كافة البيانات بهيئاتها المختلفة سواء كانت إلكترونية أو فيزيائية "مطبوعة" أو مسجلة.
باختصار يمكن القول أن أمن المعلومات هو عرضة للاختراق والقرصنة عند استخدام أنظمة التجسس أو الفيروسات، أما الأمن السيبراني هو نظام حماية إلكتروني وظيفته حماية الأجهزة والأنظمة الإلكترونية على الإنترنت من تلقي أي نوع من التهديدات أو الفيروسات، حيث يتم إخطار المستخدم بذلك لاتخاذ الخطوات المناسبة لحماية البيانات من السرقة.
وفي كل الأحوال الهدف واحد من أمن المعلومات والأمن السيبراني، وهو حماية البيانات والمعلومات سواء كانت الكترونية أو ورقية من:
١- التسريب أو كشف سرية المعلومات.
٢- التلاعب بالمعلومات أو تغييرها.
٣- تعطيل أو تأخير الحصول على المعلومات.
أصبحنا في مجتمعاتنا الحديثة نعيش في عصر الرقمنة والتواصل الشبكي وصار من غير الممكن الاستغناء عن الإنترنت الذي دخل في كافة جوانب الحياة.
ومع تزايد استخدام الإنترنت وتوسع نطاقاته ازدادت التحديات التي تحمل الكثير من التهديدات والجرائم السيبرانية والاختراقات الإلكترونية والتي أصبحت أكثر تطورًا وتعقيدًا، مما يتطلب الحاجة لمتخصصين في أمن المعلومات والأمن السيبراني، وتتمثل أهمية تخصص الأمن السيبراني وأمن المعلومات في بعض النقاط نذكر أهمها:
يمكنكم الاطلاع على مقالنا حول التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية
مع دخول العصر الرقمي وانفجار الثورة المعلوماتية شهد المجتمع الدولي العديد من التحديات بسبب ظهور التهديدات والجرائم الإلكترونية والتي تهدد الأمن القومي، فنتج عن ذلك ظهور تخصصات جديدة وتحولات في حقل الدراسات الاستراتيجية والسياسية والأمنية على المستوى التكنولوجي الرقمي.
وقد أصبح أمن المعلومات والأمن السيبراني أحد أهم مصادر قوة الدول إلى جانب القوى المتمثلة بالجوانب العسكرية والاقتصادية، حيث يعتبر الفضاء السيبراني أحد أهم المتغيرات في مفاهيم العلاقات الدولية المتمثلة بقوة العالم الافتراضي في ظل ارتباط العلاقات والتفاعلات الدولية بالجانب التكنولوجي الرقمي.
ولأن تخصص أمن المعلومات والأمن السيبراني يمثلان الدور الرئيسي في حماية المعلومات الحساسة والبيانات الهامة من التهديدات السيبرانية والاختراقات فهما بذلك يساهمان في تحقيق الاستقرار والأمان في الأنظمة الرقمية ويقومان على تقليل مخاطر فقدان المعلومات أو إمكانية تعرضها للتلف تعرض أو الاستغلال غير المشروع وحماية كافة البيانات الشخصية والمعلومات الحساسة والمهمة.
في النهاية، يمكننا القول إن أمن المعلومات والأمن السيبراني هما مجالان لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، حيث تتطلب الاستفادة الكاملة من مزايا الإنترنت والحفاظ على سلامتنا الرقمية اهتمامًا متزايدًا بتخصص أمن المعلومات والأمن السيبراني، وهذا التخصص يعزز من القدرة على التعامل مع التهديدات السيبرانية المتطورة والمساهمة في بناء مجتمع رقمي آمن ومستدام في العصر الحديث.
أما عن الأفضلية بين أمن المعلومات والأمن السيبراني، فغالبًا يشير المصطلحان في الحياة العملية لنفس الهدف وهو حماية وأمن المعلومات.
أخيراً نرجو أن يكون مقالنا شاملاً لكل المعلومات التي تحتاجون معرفتها، وإذا كنتم مهتمين بالدراسة في تركيا وتحتاجون للمساعدة ،
فريق يونيتوبيا للاستشارات المجانية والخدمات التعليمية جاهزون لمساعدتك على مدار الساعة.
لا تتردد في التواصل مع فريق يونيتوبيا