تُشير الدراسات الحديثة إلى وجود حوالي 330,00 مترجم ومترجمة في مُختلف بقاع الأرض. كما يتحدَّث العالم أكثر من 7,000 لغة، ولكل لغة لها دولتها! ولكل دولة منها تاريخٌ، وشعبٌ، وحضارة، ولا ننسى بالطبع المعارف والعلوم. كيف لنا أن ننقل الكم الهائل من العلم والمعرفة دون وجود أشخاص تنقل لنا المعنى من لغة إلى أخرى.
يُمكن تشبيه عملية الترجمة بنقل شيء من مكان إلى آخر. وفي الأصل، تعود كلمة Translation إلى أصول اللغة اللاتينية وتُشير إلى النقل، حيث يُعرَّف تخصص "الترجمة" أنَّه التخصص الذي يهدف إلى نقل النص من لغة إلى أخرى مع الحفاظ على الجوهر الرئيسي للمعنى.
يُعَد تخصص الترجمة حقل دراسي يُشكِّل إحدى أهم وسائل التواصل لنقل المعلومات، وتكمن الأهمية في هذا المجال في ارتباطه بشتى زوايا العلوم والمعرفة، فعلى المترجم أن يكون ملمًا بالنص الذي عليه أن يُترجمه حتى يُعطي الفكرة المُراد توصيلها حقها.
تابعنا في هذا المقال لتتعرف معنا أكثر على تخصص الترجمة وأهميته في عصرنا هذا و أهم مميزات دراسته...
من هو المترجم؟
وكيف يُمكن للمترجم أن يُصبح محترفًا؟
وهل يشترط على المترجم التحدُّث بلغات عدة أم يكفي لغتين؟
وما هي الشخصيات والسمات الشخصية التي لا ينبغى أن تُفارق أي مترجم؟
حسنًا، إنَّ المترجم هو الوسيط الذي ينقل الفكرة الأصلية من لغة إلى أخرى بطريقته الخاصة مع الالتزام بالمعنى الأصلي للنص سواءً كانت الطريقة التي ينقل بها الفكرة كتابية أم شفهية. ويُمكن للمترجم المحترف ترجمة 250 كلمة في الساعة، كما يعتمد مستواه على الممارسة والتطبيق يومًا تلو الآخر! فلا يُمكن للمترجم أنْ يُصبح خارقًا فور تخرّجه من مقاعد الدراسة لإنه يحتاج إلى تطبيق ما تعلمه في الجامعة على أرض الواقع.
نذكر لكم أهم المؤهلات التي على مترجمي المستقبل التحلِّي بها:
بعد أنْ تكون قد اكتسبت النقاط والمهارات الرئيسية في الترجمة، إليك أسرار ومفاتيح تُمكنك من أنْ تُصبح مترجمًا محترفًا!
عليك أنْ تكون متمكننًا من اللغات التي تُستخدم في عملية الترجمة. مثلًا، لو كنت ترغب الترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية، والعربية هي لغتك الأم، عليك أن تكون محترفًا فيها وملمًا باللغة الإنجليزية. بكلمات أخرى، احرص دائمًا على مراجعة القواعد اللغوية، والمهارات الإملائية، والكتابية باستمرار.
غالبًا ما يُواجه المترجم مصطلحات عديدة لا يعرف معانيها، وقد يُراوده الخوف في البعد عن المعنى. لذا، لعل اتباع البحث المكثَّف في هذه الحالة هو الحل الأنسب، فاحرص دائمًا على الاعتماد على قواميس جيدة، وسؤال الناس من حولك، والبحث عبر الإنترنت الذي أصبح يُوفِّر كل ما نحتاجه.
يُمكن تحقيق هذه الأمور عند ترجمة النصوص التي تُثير اهتمامك كمترجم، فمن يُحب السياسة يحلم بأن يُصبح مترجمًا سياسيًا في المؤتمرات، ومن يُحب الرياضة يطمح لأنْ يكون مترجمًا لأحداث الرياضة وهكذا.
هناك مقولة تقول أنَّ "المترجم الجيد هو الكاتب والقارئ الجيد كذلك"، حيث لا تستطيع أن تُصبح كاتبًا جيدًا دون القراءة، وحاول أنْ تطور مهاراتك بكل أنواع اللهجات.
بالتأكيد، وبلا شك سوف تحتوي المسودة الأولى التي تعدها وتنقلها من النص الأصلي إلى النص المُترجم أخطاءً حتى لو كانت بسيطة. لذا، من المهم أن تُعاود قراءة وتدقيق النص وذلك بعد أنْ يُصبح جاهزًا. فلا يخلو أي محتوى من الحاجة إلى بعض التنقيحات.
إنَّ الترجمة فنّ! والفن يحتاج إلى قدرات ومهارات إبداعية، فلا تدع القارئ أو متلقِّي المعلومات يشعر أنَّه تائهٌ. وكُن حريصًا على أنْ تترك الأثر ذاته الذي قرأته في النص الأصلي عند قارئ النص المترجم .
لا تنسى تسليم النص والعمل قبل التأكُّد من أنَّ حجم الخط ونوعه مناسبٌ عند الطباعة.
هناك أنواع رئيسية وفرعية عديدة تندرج ضمن قائمة الترجمة:
هل تعلم أنَّ اللغات الفرنسية، والإسبانية، والألمانية، واليابانية، والعربية، والإنجليزية، والإيطالية، والروسية، أكثر لغات يُترجم منها وإليها في العالم! وأنَّ أبرز أنواع النصوص الأكثر شيوعًا هي الأدب، والثقافة، والدراسات الجندرية، وعلم الحاسوب، والتاريخ، وعلم اللغويات، والفلسفة، وعلم الخطابة.
يسعى هذا القسم من المقال إلى التعريف عن جميع المواد الإجبارية التي على طلبة تخصص الترجمة دراستها. فقد صُمِّمت الخطط الدراسية الخاصة بجميع التخصصات بأقسام مختلفة تضُم عدة متطلبات، وهي متطلبات الجامعة الإجبارية والاختيارية، ومتطلبات الكلية الإجبارية والاختيارية، ومتطلبات التخصص كذلك، بالإضافة إلى المواد الحرة والمساندة.
ومن المهم أن تعلم أنَّ هذه المقررات، والمواد، والمساقات التي تشملها الخطة الدراسية لتخصص الترجمة قد تكون متباينة من جامعة إلى أخرى. فقد تختلف مسميات هذه المواد من دولة إلى أخرى. وبالتالي، من جامعة إلى أخرى.
يشمل هذا القسم مواد تجمع بين طلبة الجامعة كلهم مهما كانت تخصصاتهم مُختلفة، أو متباينة. وتكون هذه المواد إما إجبارية، أو اختيارية. وتتراوح بين أقسام العلوم الاجتماعية، والعلوم السياسية، والعلوم الاقتصادية، والتكنولوجيا، والصحة. ومن بعض الأمثلة الشائعة عليها مساق مهارات التواصل، والتربية الوطنية، والمهارات الإدارية، والصحة، والإسعافات الأولية، وحقوق الإنسان، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، بالإضافة إلى الكثير من المساقات المتنوعة في شتى المجالات.
يختص هذا القسم بتقديم المواد التي تجمع بين طلبة الكلية أجمع، أي المواد التي تكون مشتركة بين روَّاد التخصصات المتعلِّقة بالتخصصات الأدبية الأساسية مثل مهارات التواصل بين الأشخاص، والاتصال والمجتمع، وتذوق الفنون الأدبية، وفن الكتابة والتعبير.
يُقدِّم هذا القسم شرحًا مفصلًا لجميع المواد التي يدرسها طلبة تخصص الترجمة، والتي تكون جميعها إجبارية، ولنفترض أن اللغتين الأساسيتين في هذا التخصص هذا العربية والإنجليزية:
يُرجى العلم أنَّ بعض هذه المواد تُدرَّس على مدى مسارين أو أكثر مثل النحو، والقراءة المتقدمة، وتدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية. بالإضافة إلى التدريب الميداني في المجال ومواد التخصص الحرة والمساندة. حيث يتسنَّى لطلبة التخصص اختيار أي لغة أجنبية تدرسها الجامعة كمادة حرة مثل اللغة الفرنسية، أو الإيطالية، أو المزيد.
عدد سنوات دراسة تخصص الترجمة
لا تتجاوز المرحلة الدراسية لتخصص الترجمة مدة زمنية مقدارها أربع سنوات، وقد يستطيع الطلبة التخرُّج في مدة أقل في غضون ثلاث سنوات ونصف مثلًا، وذلك اعتمادًا على عدد الساعات والفصول الدراسية التي يسجلها الطلبة ويجتازونها.
نسبة الطلب على تخصص الترجمة ونسبة ركوده
مستقبل تخصص الترجمة
تُؤثِّر احتياجات ومتطلبات سوق العمل على التخصصات، فتجعلها مصنّفة حسب الحاجة إليها أو عدمها. بالتالي، أصبَحْنا نأخذ مقياس الطلب، والركود والإشباع على التخصصات مقياسًا هامًا جدًا. فماذا نعني بالطلب والركود والإشباع؟
نسبة الطلب على التخصص:
يُقصد بالطلب على التخصص حاجة سوق العمل إليه ممَّا يُسهِّل على خريجيه عملية العثور على وظيفة في المجال.
الركود والإشباع:
بينما يكون التخصص راكدًا أو مشبعًا في حال عدم حاجة سوق العمل إليه. وبالتالي، يكون من الصعب على خريجي التخصص العثور على وظيفة.
تُعتبر الترجمة واحدة من أهم العمليات التي تُنقل بواسطتها المعرفة، والأفكار، والكلام، وكل نوع من أنواع النصوص. ولولا الترجمة لما استطعنا نقل الخصوصية والثقافة التي تتمتَّع بها كل لغة على حدة. ولولا وجود المترجمين أيضًا لما كان هناك تواصل بين الثقافات!
لا تُعتبَر الترجمة من التخصصات المطلوبة في سوق العمل المحلي والعالمي فقط، بل هي عملية تواصل أيضًا لنقل المعاني من لغة إلى أخرى. ومن الجدير بالذكر أنَّ كل دول العالم تعترف بالترجمة. وتعتبر التخصص أحد أهم مجالات الدراسة والعمل جنبًا إلى جنب.
من المتوقَّع أن يزداد الطلب على المترجمين التحريرين والمترجمين الفوريين بنسبة تزيد على 19% من العام 2018 وحتى عام 2028، فإذا كنت مهتماً بالدراسة في تركيا و بدراسة تخصص الترجمة في أفضل الجامعات الخاصة التركية أو الحكومية فهذه حتماً وجهتك الصحيحة لاهتمام الحكومة التركية الكبير بهذا التخصص وبرواده الخريجين وذلك لما تتمتع به دولة تركيا من اقتصاد قوي وبيئة سياحية كبيرة ومتنوعة ومقصد رئيسي ومهم للسياح والمستثمرين الأجانب من شتى أنحاء العالم مما يجعل الحاجة ملحة وضرورية لهذا التخصص ولخريجيه.
نحن في يونيتوبيا جاهزون لمساعدتك على مدار الساعة،
لا تتردد في التواصل مع فريق يونيتوبيا.